يجسد الفنان سلفادور دالي ظاهرة جديدة في السريالية التي تمثلها المرحلة الأولى من إنتاجه الفني،
اذ انه سرعان ما انتهى بعد أواسط الثلاثينات بالكلاسيكية، فكان سلوكه ذو الطابع المسرحي، وتسخيره لنفسه وفنه في خدمة القوى الرجعية في أسبانيا قد طرح أكثر من سؤال عن القيمة الإبداعية الكبيرة في أعماله التي أغنت المدرسة السريالية من خلال اعتمادها على العديد من ظواهر التحليل النفس، والسؤال هو هل يمكن ان ينتج الفنان الرجعي فنا تقدميا ، او متقدما؟ على اننا أي كانت أجابتنا علينا ان لا ننسى بان الفن بذاته هو فعل تقدمي في حياة البشرية.
أضحت شخصية هذا الفنان الأكثر هذيانا في عصره، والأكثر تناقض ونفرة وأيضا جاذبية، يقف عند حافة العبقرية والابتذال، مع ان تفكيره كان عاديا، الا ان تصرفاته غير المألوفة، وحبه للمال، ونشاطه الهلوسي الذي يحمل اضطراب عقلي يتجلى في هوسه المزمن بالعظمة الفرق بيني وبين رجل مجنون هو اني لست بمجنون" جعله على نقيض كل من سبقه من السرياليين، في تركيزه على الظواهر الشاذة والمرضية والمشوهة ليعكس من خلالها العديد من مظاهر الانحطاط والاضطرابات المرضية التي عاشتها تلك الفترة التاريخية، وأيضا ليدعم ثقته بنفسه ومشاعره القوية بالخزي والتي جعلت اغلب نتاجاته بمثابة قناع يختفي خلفه. وكان دالي في جميع لوحاته يستخدم تقنية تتسم بالواقعية التي تبدو في بعض لوحاته مفرطة بدقتها وروعة ألوانها من خلال استخدامه المجهر للوصول الى الحقائق" كأنها صور فوتوغرافية لأحلام صورت باليد" من اجل تهديم الحقائق المتعارف عليها في الحياة الاجتماعية.
وتبرز العديد من أعماله وخاصة تلك المناهضة للثورة التي قامت بها القوى المعادية للنظام الفاشي في أسبانيا، والمؤيدة لانتشار النازية الهتلرية والفاشية الإيطالية، أدت الى إبعاده سنة 1934 من الحركة السريالية، لكنه واصل برغم طرده من المجموعة السريالية، إبداعه الشديد التأثر بهذه المدرسة.
هذا هو سلفادور فيليب ياسينتو دالي، او دالي العبقري، او المجنون العبقري، او الوصولي بأي ثمن، او المهرج الذي يرفض صفة البهلوان، وهنا، لا فرق دقيقا بين البهلوان والمهرج، كما يحب دالي ان يوحي" انا خال من العيوب، انا السوريالي الوحيد غير المنتمي، لم ينجح لا اليمين ولا اليسار في إغوائي". ودالي الشامخ الصارخ بجنون اللوحة، المطل بشواربه وثيابه الغريبة عبر اللحظة، او عبر الغواية المدهشة، متخرج من الأكاديمية الملكية الأسبانية، في سان فرناندو، وأكاديمية الفنون الجميلة في فرنسا، والحائز على رتبة كوماندو للفنون والآداب في فرنسا عام 1904، يعتبر ظاهرة متميزة في عوالم السريالية التي تقوم على رفض المفاهيم المنطقية والعقلانية في محاولتها التخلص من الرؤية التقليدية. أخذت دلالتها الخاصة بعد ان أسس الشاعر اندريه بروتون ولويس اراغون وفيليب سوبو مجلة( الأدب) عام 1919 وصدور البيان السريالي الأول عام 1924 لتكون تيارا فكريا في مجالي الأدب والفن. شارك دالي بفعالية كبيرة باستنباط الإلية لتقريب العناصر الأكثر تباينا ، مانحا الصدفة معنى جديدا من خلال استخداماته لحالات النشوة والحلم ومجاورة كل ما هو غير مألوف في الحياة البشرية، في أسلوب أطلق عليه" بارانويا التفكير الانتقادي" الذي تحول عنده الى طريقة لكشف الأفكار التي تستحوذ عليه.
اذ انه سرعان ما انتهى بعد أواسط الثلاثينات بالكلاسيكية، فكان سلوكه ذو الطابع المسرحي، وتسخيره لنفسه وفنه في خدمة القوى الرجعية في أسبانيا قد طرح أكثر من سؤال عن القيمة الإبداعية الكبيرة في أعماله التي أغنت المدرسة السريالية من خلال اعتمادها على العديد من ظواهر التحليل النفس، والسؤال هو هل يمكن ان ينتج الفنان الرجعي فنا تقدميا ، او متقدما؟ على اننا أي كانت أجابتنا علينا ان لا ننسى بان الفن بذاته هو فعل تقدمي في حياة البشرية.
أضحت شخصية هذا الفنان الأكثر هذيانا في عصره، والأكثر تناقض ونفرة وأيضا جاذبية، يقف عند حافة العبقرية والابتذال، مع ان تفكيره كان عاديا، الا ان تصرفاته غير المألوفة، وحبه للمال، ونشاطه الهلوسي الذي يحمل اضطراب عقلي يتجلى في هوسه المزمن بالعظمة الفرق بيني وبين رجل مجنون هو اني لست بمجنون" جعله على نقيض كل من سبقه من السرياليين، في تركيزه على الظواهر الشاذة والمرضية والمشوهة ليعكس من خلالها العديد من مظاهر الانحطاط والاضطرابات المرضية التي عاشتها تلك الفترة التاريخية، وأيضا ليدعم ثقته بنفسه ومشاعره القوية بالخزي والتي جعلت اغلب نتاجاته بمثابة قناع يختفي خلفه. وكان دالي في جميع لوحاته يستخدم تقنية تتسم بالواقعية التي تبدو في بعض لوحاته مفرطة بدقتها وروعة ألوانها من خلال استخدامه المجهر للوصول الى الحقائق" كأنها صور فوتوغرافية لأحلام صورت باليد" من اجل تهديم الحقائق المتعارف عليها في الحياة الاجتماعية.
وتبرز العديد من أعماله وخاصة تلك المناهضة للثورة التي قامت بها القوى المعادية للنظام الفاشي في أسبانيا، والمؤيدة لانتشار النازية الهتلرية والفاشية الإيطالية، أدت الى إبعاده سنة 1934 من الحركة السريالية، لكنه واصل برغم طرده من المجموعة السريالية، إبداعه الشديد التأثر بهذه المدرسة.
هذا هو سلفادور فيليب ياسينتو دالي، او دالي العبقري، او المجنون العبقري، او الوصولي بأي ثمن، او المهرج الذي يرفض صفة البهلوان، وهنا، لا فرق دقيقا بين البهلوان والمهرج، كما يحب دالي ان يوحي" انا خال من العيوب، انا السوريالي الوحيد غير المنتمي، لم ينجح لا اليمين ولا اليسار في إغوائي". ودالي الشامخ الصارخ بجنون اللوحة، المطل بشواربه وثيابه الغريبة عبر اللحظة، او عبر الغواية المدهشة، متخرج من الأكاديمية الملكية الأسبانية، في سان فرناندو، وأكاديمية الفنون الجميلة في فرنسا، والحائز على رتبة كوماندو للفنون والآداب في فرنسا عام 1904، يعتبر ظاهرة متميزة في عوالم السريالية التي تقوم على رفض المفاهيم المنطقية والعقلانية في محاولتها التخلص من الرؤية التقليدية. أخذت دلالتها الخاصة بعد ان أسس الشاعر اندريه بروتون ولويس اراغون وفيليب سوبو مجلة( الأدب) عام 1919 وصدور البيان السريالي الأول عام 1924 لتكون تيارا فكريا في مجالي الأدب والفن. شارك دالي بفعالية كبيرة باستنباط الإلية لتقريب العناصر الأكثر تباينا ، مانحا الصدفة معنى جديدا من خلال استخداماته لحالات النشوة والحلم ومجاورة كل ما هو غير مألوف في الحياة البشرية، في أسلوب أطلق عليه" بارانويا التفكير الانتقادي" الذي تحول عنده الى طريقة لكشف الأفكار التي تستحوذ عليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق